من يخون أكثر المرأة أم الرجل ؟

أبشع ماقد يواجه المرأة في حياتها الزوجية الخيانة , وأعمقها جرحاً , لأن الخيانة تكسر للمرأة أنوثتها وكبريائها , وتخدش كرامتها , والمرأة أكثر شكوى من غدر الرجل , فهل المرأة أوفى وأشد إخلاصاً من الرجل ؟

الرجل عادة ً يتمتع بحرية أكبر من المرأة , فتبقى المرأة قعيدة البيت , وملتزمة بالأعراف الاجتماعية , وإن كانت تعمل خارج المنزل فنجد قيود الرجل أخف وطأة , وتصرفاته أكثر قبولاً في المجتمع , وما نقبله من الرجل نرفضه من المراة , ويصمها بالعيب والعار , فنسبة الخيانة الزوجية حتماً لاتقارن بالمجتمعات الغربية .

فالدين عاصم وجدار يصد الخيانة باعتبارها إثماً فظيعاً , وعقابه وجزاؤه أفظع , والقيم التي تتربى عليها المرأة , تجعل الخيانة بالنسبة إليها إثماً أفظع . فنسبة الخيانة عند المراة أقل من الرجل .

وأنواع الغدر العاطفي تأتي بعد الزواج... فالشركة قد تكون عندما يتعاقد اثنان على الحب والوفاء والسير معاً في طريق الحياة.. ويأتي أحدهما بعد مسافة من الرحلة ويترك رفيقه ويذهب إلى غيره، ويكتشف الآخر هذا الغياب، ويشعر بالطعنة تصيب قلبه، فتدميه. وقد يندمل الجرح أو لا يندمل، ويظل ينزف إلى آخر العمر، بقدر الثقة التي أولاها للآخر، وبقدر الثمن الذي دفعه. وتكون طعنة الغدر أكثر إيلاماً، فهذا إعلان منه إلى المرأة بأنَّه وجد من هي أفضل منها.

فأين المرأة التي تعترف بأنَّ هناك من هي أفضل منها؟! والسؤال هنا.. لماذا يخون الرجل؟! عندما يشعر بتبدل وتحوّل مشاعره وعواطفه بعد الزواج.. عندما يشعر أنَّ الحبَّ تغير.. تبدّل... أن فاتنته لم تعد فاتنته.. لم يعد يسمع منها الكلام الدافئ الذي كان يُرضي غروره ورجولته، عندما لا تشعره كم هو مميز ورائع وجميل، وعندما تظهر امرأة جديدة تنير حياته بكلماتها وتشعره بأنَّه مميز ومختلف .. هنا تضعف مقاومته ويسهل عليه الدخول في علاقة مع تلك التي أشعرته بتميزه وأهميته. وخصوصاً عندما يمرّ الرجل بأزمة منتصف العمر أو المراهقة المتأخرة، التي يبحث فيها الرجل عن رفيق آخر يُشعره بأنَّ عنفوان الشباب سيعود على يد رفيقة جديدة، عندها يسهل انزلاق الرجل في الخيانة.